الفنان محمد عبدالحليم عاش «سّنِيد» ومات وحيداً

كافح الفنان محمد عبدالحليم، طويلاً أمام الكاميرا وعاش يناضل علي خشب المسرح طعما في حب الجمهور، حتي ابتعد عن الأضواء ومات وحيداً بعدما وافته المنية أمس الحادي عشر من ديسمبر العام الجاري.

السّنِيد

صنف الفنان محمد عبدالحليم في عالم الفن ب"السّنِيد" ربما لضيق الأدوار والمساحات التي أتيحت له أمام الشاشة أو فوق خشبة المسرح، أو لكونه عموداً مهمها في بناء العمل الفني حتي وأن كان الدور ليس بالحجم الكبير.

زهرة البنفسج

تتلمذ «عبدالحليم» علي يد أساتذة الفن الكوميدي فعلي سبيل المثال لا الحصر الراحلين فؤاد المهندس وعبد المنعم مدبولي، إلا أن ذلك لم يمنعه من أداء الأدوار التراجيدية بمهارة عالية، وفي نهاية سبعينيات القرن الماضي تقابل عبدالحليم مع المخرج محمد الخميسي أثناء مشاركته في أحد العروض المسرحية بالمسرح القومي وأعجب المخرج بالشاب ورشحه لدور في فيلم زهرة البنفسج إنتاج عام 1977، وقدم عبدالحليم الدور يصورة رائعة وعلي أثرها انهالت عليه الأدوار في التلفزيون والسينما والمسرح، ولكنها أدوار ضيقة وثانوية وظل منذ بدايته وحتي آخر أيامه حبيس تلك الأدوار والتي نفذت إلي قلوب الجماهير وسجلت حضوراً قوياً لاتقانها وحجم موهبة الفنان محمد عبدالحليم الكبيرة.

أعماله

شارك الفنان محمد عبدالحليم في 75 مياسلغ أبرزها "الجماعة"، "شيخ العرب همام"، "سلسال الدم"، وكذا وقف أمام الزعيم الفنان عادل إمام في مجموعة من أهم أعماله والتي كان أبرزها "العراف"، "فرقة ناجي عطا"، "دموع في عيون وقحه"، "مأمون وشركاه"، وكانت أهم أعماله المسرحية "عفريت لكل مواطن"، "وجهة نظر" أمام الفنان القدير محمد صبحي.

النهاية

عاش الفنان محمد عبدالحليم أياماً صعبة قبل رحيله حيث كشفت عنها فتاة وجدته جالساً في شارع الملك الصالح بشبرا والتقطت معه صورة ونشرتها علي موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وعبرت عن دهشتها علي حال الفنان الكبير ولاقت الصورة رواجاً واسعاً، وأعلن حينها الدكتور أشرف زكي نقيب الممثلين دعمه ومساندته للفنان محمد عبدالحليم، وتم التواصل مع الفنان الذي عبر عن معاناته في الحياة عقب انفصاله عن زوجته وأن المكان الذي يجلس به بجوار منزله.

الرحيل

غيب الموت الفنان محمد عبدالحليم عن دنياه أمس نتيجة إصابته بأزمة قلبية مفاجئة، وانسحب عبدالحليم عن عالمنا في صمت كما كان طيلة حياته هادئاً، ومات السّنِيد وحيداً ولكنه سيظل حاضراً في عقول ووجدان جمهوره بملامحه الطيبة وموهبته الكبيرة التي تركها في أعماله.