لم يكن يدرك ذلك الزوج الطاعن فى السن والبالغ من العمر79 عاماً أن دنو أجله ونهاية عمرة ستكون على يد زوجته التى تزوجها بعدما خطا به العمر ليستمتع معها بالباقى من أيامه ولم يكن يتخيل أنها تتملكها شهوة الإمتلاك للمال وأنها سوف تقتله من أجله،فقد عاش طفولته بين شوارع قريته الواقعة فى منطقة الساحل نطاق مدينة البلينا التى تقع جنوب محافظة سوهاج لم يرتاد المدارس منذ كان صغيراً حتى أصبح شاباً يافعاً ظل متنقلاً يقضى يومه عاملاً بين الحرث والزرع فى أرض والده ومسكنه فى ذلك البيت الريفى الذى يشبة كل بيوت القرى فى معالمه التى تضغى عليه .
شاءت الظروف والإقدار ان يأتى زواجه متاخراً وليس مثل كل شباب قريته الذين يقدمون على تلك الخطوة مبكراً حسب مشورة العائلة وتقاليد أهل الصعيد الذى يعتبر الزواج المبكر صيانه وعفة للشباب .
مضت سنوات الحياة بحلوها ومرها حتى غزا الشيب مفرقه وبدأت تبدو عليه علامات الهرم فالمشاكل البسيطة يتم تجاوزها والخلافات تمضى والظروف الإقتصادية والإجتماعية يتم التغلب عليها بقليل من الصبر والحكمة حتى ذات يوم تم الإنفصال بعدما ألقى الزوج يمين الطلاق على زوجته الشابة التى كان قد وهب لها نصف المنزل الذى يمتلكه ويقطنون به
مضى عامان على الإنفصال حتى تدخل البعض وعادت الزوجه الشابة الى مسكن الزوجية ليتردد الي مسامعها أن زوجها قد باع نصف المنزل الذى قد وهبة لها
وهنا بدات المشاكل تدب من جديد حتى كان ذلك اليوم الذى أستيقظ فيه ذلك العجوز على صوت زوجته وهى تهيل السباب والشتائم له فنهض متسائلاً ما السبب لهذة الثورة العارمة من الغضب كانت أجابتها مباشرة تريد استرداد نصف ملكية المنزل الذى قد وهبه لها من قبل.
وما أن أشتد الحوار بينهما وتعالت الأصوات حتى فاجائته بدفعها له بكل قوتها ليسقط أرضاً ويلفظ انفاسه الأخيرة لإصابته فى المخ قبل أن يتمكن أحد من إنقاذه.
جاءت البداية عندما تلقى اللواء محمد عبدالمنعم شرباش مساعد وزير الداخلية، مدير أمن سوهاج، بلاغا من نائبه لقطاع الجنوب يفيد بوفاة عامل داخل مسكنه بدائرة مركز البلينا وذلك على يد زوجته بعد وقوع خلاف بينهما.حيث تم نقل الجثة الى المستشفى المركزى
وبالمعاينة والفحص، تبين من خلال التحريات التى أشرف عليها اللواء محمد زين مدير إدارة المباحث الجنائية وقادها العميد على العمارى رئيس مباحث المديرية والعميد أحمد شوقى زيدان رئيس فرع بحث الجنوب بوفاة شخص بمنزله دائرة مركز البلينا، حيث تبين وجود جثة عبدالصادق م.ع.ا، 79 سنة، عامل ويقيم بذات الناحية مسجاة على أريكة بالطابق الأول وبمناظرتها تبين أنه يرتدي كامل ملابسه ووجود "سحجات بالوجه والرأس"، وتم نقله لمشرحة مستشفي البلينا المركزي.
وبالتحري تبين حدوث مشادة كلامية بين المتوفى وزوجته "صابرة.ش .ف"، 39 سنة ربة منزل وتقيم بذات الناحية تطورت إلى تشابك بالأيدى، بسبب رغبته في استرداد ملكية نصف المنزل القاطنين به الذي سبق وأن قام منذ فترة بالتنازل عنه لها ورفضها ذلك فقامت خلالها بدفعه أرضا ووفاته، وتم ضبط المتهمة وبمواجهتها بما أسفرت عنه التحريات أقرت بصحتها واعترفت بارتكاب الواقعة.
وقال نجل شقيق المتوفى عمر.ا.م، 30 سنة ،عامل زراعي، ويقيم بذات الناحية، بمضمون ما تقدم، واتهم زوجة المجني عليه بارتكاب الواقعة، وتم تحرير محضر بالواقعة، وتم العرض على النيابة التى تولت التحقيق.
