الكاتب الصحفي عصام عمران
الكاتب الصحفي عصام عمران

لماذا؟ إعدام‭ ‬‮"كتكوت‮"!!‬


الثلاثاء 18 أكتوبر 2022 | 07:11 مساءً
سبق مصر : عصام عمران.. يكتب

‬عفواً‭ ‬عزيزى‭ ‬القارئ‭ ‬انها‭ ‬ليست‭ ‬مزحة‭ ‬أو‭ ‬نكتة،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬عبارة‭ ‬المقصود‭ ‬بها‭ ‬‮»‬كتكوت‭ ‬أبو‭ ‬الليل‮«‬‭ ‬بطل‭ ‬فيلم‭ ‬‮»‬كتكوت‮«‬‭ ‬للنجم‭ ‬محمد‭ ‬سعد،‭ ‬ولكنها‭ ‬الحقيقة‭ ‬المرة‭ ‬أو‭ ‬الواقع‭ ‬المرير‭ ‬الذى‭ ‬وصل‭ ‬إليه‭ ‬حالنا‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬جنون‭ ‬‮»‬التريند‮«‬‭ ‬والهوس‭ ‬بالسوشيال‭ ‬ميديا،‭ ‬حيث ‭ ‬تابعت‭ ‬بحزن‭ ‬وألم‭ ‬واقعة‭ ‬أقدام‭ ‬أحد‭ ‬تجار‭ ‬وتربية‭ ‬الدواجن‭ ‬على‭ ‬إعدام‭ ‬قرابة‭ ‬50‭ ‬ألف‭ ‬‮»‬كتكوت‮«‬‭ ‬صغير‭ ‬خنقا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وضعهم‭ ‬داخل‭ ‬‮»‬أجولة‮«‬‭ ‬بلاستيكية‭ ‬بدعوى‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬اعلاف‭ ‬كافية‭ ‬لإطعامهم،‭ ‬مع‭ ‬عمل‭ ‬بث‭ ‬مباشر‭ ‬لتلك‭ ‬العملية‭ ‬الغريبة‭ ‬ولا‭ ‬أقول‭ ‬الشاذة‭ ‬على‭ ‬مجتمعنا‭ ‬وديننا،‭ ‬بل‭ ‬وكل‭ ‬الاديان‭ ‬السماوية‭ ‬التى‭ ‬تحث‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬الأرواح‭ ‬سواء‭ ‬للإنسان‭ ‬أو‭ ‬الطير‭ ‬أو‭ ‬الحيوان‭.‬

 

‬وأنا‭ ‬اتابع‭ ‬تلك‭ ‬الواقعة‭ ‬المحزنة‭ ‬تذكرت‭ ‬الحديث‭ ‬الشريف‭ ‬الذى‭ ‬رواه‭ ‬سيدنا‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬عمر‭ ‬رضى‭ ‬الله‭ ‬عنهما‭ ‬أن‭ ‬رسول‭ ‬الله‭- ‬صلى‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭- ‬قال‭: ‬‮»‬عذبت‭ ‬امرأة‭ ‬فى‭ ‬هرة‭ ‬‮»‬قطة‮«‬‭ ‬سجنتها‭ ‬حتى‭ ‬ماتت،‭ ‬فدخلت‭ ‬فيها‭ ‬النار،‭ ‬لا‭ ‬هى‭ ‬اطعمتها،‭ ‬ولا‭ ‬سقتها‭ ‬إذ‭ ‬حبستها،‭ ‬ولا‭ ‬هى‭ ‬تركتها‭ ‬تأكل‭ ‬من‭ ‬حشاش‭ ‬الأرض‮«‬‭ ‬متفق‭ ‬عليه‭ ‬وصدق‭ ‬الرسول‭ ‬الكريم‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم،‭ ‬وهذا‭ ‬الحديث‭ ‬الشريف‭ ‬آراه‭ ‬ينطبق‭ ‬تماما‭ ‬على‭ ‬صاحب‭ ‬واقعة‭ ‬اعدام‭ ‬‮»‬الكتاكيت‮«‬‭ ‬فهو‭ ‬لم‭ ‬يطعمها‭ ‬أو‭ ‬يسقيها‭ ‬ولا‭ ‬تركها‭ ‬تسعى‭ ‬فى‭ ‬الأرض‭ ‬ليتولاها‭ ‬الخالق‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬برعايته،‭ ‬ولكنها‭ ‬المزايدة‭ ‬والهوس‭ ‬بركوب‭ ‬التريند‭.. ‬وجذب‭ ‬الأنظار دفعه لارتكاب تلك الجريمة‭!!‬

نعم‭ ‬هناك‭ ‬أزمة‭ ‬ونقص‭ ‬فى‭ ‬الأعلاف‭ ‬الخاصة‭ ‬بالدواجن،‭ ‬بل‭ ‬والحيوانات‭ ‬أيضا‭ ‬بسبب‭ ‬تداعيات‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬الأوكرانية‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬اعترف‭ ‬به‭ ‬الوزير‭ ‬المحترم‭ ‬السيد‭ ‬القصير‭ ‬وزير‭ ‬الزراعة‭ ‬واستصلاح‭ ‬الأراضى‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬تعمل‭ ‬بجد‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ايجاد‭ ‬الحلول السريعة ‬والدائمة‭ ‬لتلك‭ ‬المشكلة‭ ‬وتوفير‭ ‬الأعلاف‭ ‬اللازمة‭ ‬لصناعة‭ ‬الدواجن‭ ‬باعتبارها‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الصناعات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالوطن‭ ‬والمواطن ، حيث يعمل بها قرابة مليون شخص ،علاوة على اكثر من ١٥ مليون مستفيد منها بشكل غير مباشر باستثمارات تزيد عن مليار جنيه ‬،ووفقا‭ ‬لتصريحات‭ ‬رئيس‭ ‬غرفة‭ ‬تربية‭ ‬الدواجن‭ ‬فإن‭ ‬نسبة‭ ‬العجز‭ ‬فى‭ ‬الاعلاف‭ ‬تصل‭ ‬لحوالى‭ ‬40٪،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬يعنى‭ ‬مطلقاً‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬مثل‭ ‬تلك‭ ‬التصرفات  ‬المشينة‭ ‬التى‭ ‬أقدم‭ ‬عليها‭ ‬صاحب‭ ‬مزرعة‭ ‬أو‭ ‬حظيرة‭ ‬الدواجن‭ ‬باعدام‭ ‬صغار‭ ‬‮»‬الكتاكيت‮«‬‭ ‬خنقا‭ ‬وبث‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعى‭.‬

المؤكد‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬لن‭ ‬تترك‭ ‬الأمور‭ ‬تتفاقم‭ ‬وستسعى‭ ‬لايجاد‭ ‬الحلول‭ ‬العاجلة‭ ‬لها‭ ‬حيث‭ ‬رأس ‬د‭.‬مصطفى‭ ‬مدبولى‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬لجنة‭ ‬تضم‭ ‬الوزراء‭ ‬والهيئات‭ ‬المعنية‭ ‬بهذا‭ ‬الأمر‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬بحث‭ ‬ابعاد‭ ‬المشكلة‭ ‬وإيجاد‭ ‬الحلول‭ ‬المناسبة‭ ‬لها‭ ‬فى‭ ‬أسرع‭ ‬وقت،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬صناعة‭ ‬الدواجن‭ ‬وتربيتها‭ ‬من‭ ‬الصناعات‭ ‬المهمة‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالأمن‭ ‬الغذائى‭ ‬لكل‭ ‬شرائح‭ ‬المواطنين‭ ‬سواء‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتوفير‭ ‬اللحوم‭ ‬البيضاء‭ ‬أو‭ ‬البيض‭ ‬وهما‭ ‬أمران‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الاستغناء‭ ‬عنهما‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أى‭ ‬أسرة،‭ ‬خاصة‭ ‬ونحن‭ ‬فى‭ ‬أيام‭ ‬الدراسة،‭ ‬فهناك‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬25‭ ‬مليون‭ ‬طالب‭ ‬وتلميذ‭ ‬ومعلم‭ ‬بالمدارس‭ ‬والجامعات‭ ‬يعشق‭ ‬الكثير‭ ‬منهم‭ ‬‮»‬سندوتشات‭ ‬البيض‭ ‬والبانيه‮«‬،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬دخول‭ ‬البيض‭ ‬فى‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬والسلع‭ ‬الغذائية‭ ‬الأخرى‭  .

وبالفعل اتخذت اللجنة عدداً من القرارات المهمة والعاجلة لإنقاذ تلك الصناعة المهمة وفي مقدمتها اعتماد ٤٠ مليون دولار لتمويل استيراد الكميات اللازمة من محصولى فول الصويا والذرة لتوفير الاعلاف اللازمة لاصحاب المزارع  ، مع العمل على توطين زراعة فول الصويا فى مصر خاصة وأن التقاوى موجودة لزراعة حوالي ٢٠٠ ألف فدان كبداية عاجلة.

ختاما‭ ‬أتمنى‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬فى‭ ‬الدولة‭ ‬وفى‭ ‬مقدمتها‭ ‬غرفة‭ ‬صناعة‭ ‬وتربية‭ ‬الدواجن‭ ‬التحرك‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬محاسبة‭ ‬صاحب‭ ‬واقعة‭ ‬إعدام‭ ‬‮»‬الكتاكيت‮«‬‭ ‬واتخاذ‭ ‬الاجراءات‭ ‬القانونية‭ ‬والأدبية‭ ‬تجاهه‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تتكرر‭ ‬الواقعة‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬ويقع‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬ومربى‭ ‬الدواجن‭ ‬فريسة‭ ‬‮»‬للتريند‮«‬‭ ‬وهوس‭ ‬السوشيال‭ ‬ميديا‭ ‬الذى‭ ‬بات‭ ‬سلاحا‭ ‬خطيراً‭ ‬للنيل‭ ‬من‭ ‬استقرار‭ ‬الأوطان‭ ‬وبث‭ ‬روح‭ ‬الفرقة‭ ‬بين‭ ‬المواطنين،‭ ‬ولم‭ ‬لا‭ ‬وهو‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬وأخطر‭ ‬أسلحة‭ ‬الجيلين‭ ‬الرابع‭ ‬والخامس‭ ‬من‭ ‬الحروب‭ ‬التى‭ ‬يعيشها‭ ‬العالم‭ ‬حاليا.

عصام‭ ‬عمران

Oman [email protected]

شعبة مخابز القاهرة: تراجع سعر رغيف الخبز نتيجة مجهودات الدولة المصرية الأونروا تطلق تحذيرا عاجلا على الهواء شعبة المصورين الصحفيين ترد على أزمة التصوير في الجنازات كاهنة عطية بمهرجان أسوان: السينما التونسية تخوض آفاق جديدة في المهرجانات الدولية جامعة الوادي الجديد تستضيف فعاليات الملتقى الثقافي الثاني لأطلس المأثورات الشعبية