الكاتب الصحفي عصام عمران
الكاتب الصحفي عصام عمران

إلى‮ "خرابات‮" ‬البيوت‮!!‬


الثلاثاء 06 سبتمبر 2022 | 10:01 مساءً
سبق مصر : بقلم‮:‬ عصام عمران

‮ ‬قبل أكثر من ‮٠٧ ‬عاماً‮ ‬من الزمان تم بث الحلقة الأولى من البرنامج الأشهر ‮ "إلى ربات البيوت‮" ‬للإذاعية الكبيرة الراحلة صفية المهندس شقيقة العملاق فؤاد المهندس والتى كانت صاحبة فكرة هذا البرنامج الرائع الذى ولد عملاقاً،‮ ‬حيث كان‮ ‬يقدم النصائح الاجتماعية الأسرية والنسائية،‮ ‬واستطاعت من خلاله تحقيق مكانة إعلامية واجتماعية كبيرة وتشكيل قاعدة جماهيرية عريضة من خلال طرح حلول للمشكلات التى‭ ‬كانت ترسل إليها بالبريد،‮ ‬فلم‮ ‬يكن‮ »‬إلى ربات البيوت‮« ‬مجرد برنامج إذاعى‮ ‬يقدم اقتراحات منزلية وأسرية للسيدات،‮ ‬بل كان برنامجاً‮ ‬تفاعلياً‮ ‬مع المستمعين،‮ ‬وكانت‮ صفية المهندس‮ ‬صديقة لكل السيدات اللاتى‭ ‬تحدثت معهن عبر‮ الأثير‮، ‬وكانت تقدم‮ ‬يد العون لكل من حولها فى الإذاعة لدرجة أنها لقبت‮ بأم الإذاعيين‮.‬

‮ ‬عفواً‮ ‬على‭ ‬تلك المقدمة الطويلة،‮ ‬ولكننى‭ ‬تذكرت ذلك البرنامج الرائع وغيره من البرامج الإذاعية والتليفزيونية الهادفة التى‭ ‬كانت تقدم لسنوات طويلة وأنا أتابع وأقرأ ما ‬يقدم حالياً ‮ ‬من برامج وفقرات خاصة بالمرأة سواء عبر الفضائيات أو مواقع التواصل الاجتماعى لمجموعة‮ ‬يطلق عليهن إعلاميات أو داعيات وأراهن جميعاً‮ أنهن ‬مدعيات سواء للعلم أو حتى لمهنة الإعلام والصحافة عموماً،‮ ‬فهل‮ ‬يعقل أن تخرج علينا إحداهن بفتوى أو رأى تؤكد فيه أن‮ "الست مش مجبورة ترضع أولادها‮"وأخرى تدعى أنه لا‮ ‬يوجد سند شرعى أو قانونى‮ ‬يجعل المرأة تطبخ لزوجها،‮ ‬وثالثة تشير إلى أنه لا‮ ‬يجب على المرأة القيام بالأعمال المنزلية وإن فعلت ذلك لأسرتها‮ ‬يكون ذلك من باب المروءة والفضل والإحسان وليس من الوجوب أو الفرض‮‬

‮ ‬أنا شخصياً‮ ‬أرى مثل هذه الآراء‭ ‬والفتاوى تمثل خطراً‮ ‬على السلم المجتمعى وتهدد بهدمه وتفكيك أواصره،‮ ‬فالحروب كما ذكرنا مراراً‮ ‬لم تعد بالوسائل التقليدية وتغيرت أساليبها وأدواتها،‮ ‬ويأتى فى القلب منها تلك المواقع والفضائيات التى تبث سمومها ليلاً‮ ‬ونهاراً‮ ‬لمحاولة زعزعة استقرار الأوطان وهدم الثوابت،‮ ‬بل ومحاولة تغيير الفطرة التى فطر الله الناس عليها،‮ ‬فمنذ أن خلق الله الرجل والمرأة وهما متكاملان ومتعاونان لتحقيق العمار فى الكون والتعارف بين الأمم والشعوب،‮ ‬والمرأة هى الأساس فى تكوين الأسرة واستمرار الحياة ونجاحها على‭ ‬مر الأزمان والعصور وقبل تواجد هذه الفضائيات وتلك المواقع التى‭ ‬تسمح لهؤلاء‮ »‬المدعيات‮« ‬بنشر آرائهن وفتاوهن المغرضة أو حتى ‮ ‬غير المسئولة والتى‭ ‬من شأنها تدمير الأسرة وخراب البيوت وهو ما جعل الكثيرين‮ ‬يطلقون على‭ ‬هؤلاء المدعيات‮ »‬خرابات البيوت‮«‬،‮ ‬ولم لا والأرقام والإحصائيات تؤكد ارتفاع نسب الطلاق بشكل مرعب خلال الفترة الأخيرة،‮ ‬وبدلاً‮ ‬من قيام هؤلاء الإعلاميين والإعلاميات بالبحث عن أسباب الظاهرة وتقديم الحلول لها نراهم‮ ‬يبثون البرامج المسمومة والآراء الشيطانية التى‭ ‬تغذى روح العداوة والفرقة بين المرء وزوجه،‮ ‬بل بين الأم وأولادها وهو ما‮ ‬يؤدى إلى تدمير المجتمع وخلق أجيال مشوهة نفسياً‮ ‬واجتماعياً،‮ ‬والأهم من ذلك كله فهم‮ ‬يجهلون قيمة وقامة المرأة فى حياتنا ويختصرون دورها فى رضاعة الأطفال أو طهى الطعام لزوجها وأولادها وتناسوا أنها شريك للرجل وسند قوى له وفقاً‮ ‬لكل الأديان السماوية وحتى القوانين والأعراف الوضعية والبشرية‮.

وهو ما أكده الأزهر الشريف في البيان الذى أصدره مؤخرا بخصوص العلاقة بين الرجل وزوجته وأولاده ودور كل منهم تجاه الآخر.

‮ ‬من هذا المنطلق لابد من وقفة حاسمة وحازمة مع أمثال هؤلاء،‮ ‬فالحرية ليست مطلقة ولكنها مرتبطة بسلامة المجتمع وحماية الأسرة،‮ ‬فأنت حر ما لم تضر،‮ ‬وحريتك تنتهى عندما تبدأ حرية الآخرين،‮ ‬وليكن ذلك هو القانون الذى‮ ‬يجب علينا جميعاً‮ ‬الالتزام به فى تصرفاتنا وأفعالنا،‮ ‬ولعل الرسالة تكون وصلت لمواجهة‮ "خرابات البيوت‮" ‬والحفاظ على ربات البيوت‮!!‬

[email protected]

زوج فقد عقله يخنق زوجته علي سجادة الصلاة في رمضان.. تعرف على الأسباب بالصور: رعب وبلطجة داخل منطقة المنتزة بالإسكندرية بالصور: منتخب مصر يخوض تدريبه الأول تحت قيادة التوأم دموع ناهد السباعي وتكريم صاحبة السعادة الأبرز في ختام ملتقى "قوتها" ميرفت أمين ودياب وصابرين وأحمد داش ينضمون لنجوم قنوات ART في رمضان